Sunday, August 14, 2016

فلنرقص.

                                                                 
                                                                    Yuma - نغير عليك

لقد أقسمت أن أختفي، و لكنّ تلك المرآة اللعينة لا تفشل أبدا في تذكيري بأنّ قَسَمي شبه كاذب.. "شبه كاذب" لأنني نجحت في إخفاء الجزء العاطفيّ فيّ. لقد دفنته. هو لم يمت بعد، و لكنّي متأكّدة أنّه سينام الدّهر و لن يبصر الضّوء مجدّدا. 

-أنت على خطأ، ما من أحد يستطيع العيش بدون مشاعر.
-و هل بدى لك أنني على قيد الحياة؟
- ألازال الدم يسري في عروقك؟
-سأقطّعني إربا حتّى نتأكّد. أين السّكّين يا ..
-كفى! ما الذي غيّرك؟ ما الذي أدّى بشخص مثلك إلى الجنون؟
-فلنرقص!
-أحبّك...
-قلت فلنرقص.

لم أدع أحدا يكلّمني تلك الليلة. عانقت الوسادة و إستلقيت أرضا، على أمل أن يمرّ الوقت بسرعة، أن أستيقظ من ذلك الكابوس الفضيع..

-كفاك كذبا. لقد كان حلما جميلا.
-لا بل كان مروّعا !
-كيف ذلك؟
-لم أستطع النظر إليه، لم أتمكّن من الغرق في ظلام عينيه.. لم أستطع الكلام .. كان يشكو لي همومه، يسرد لي ذاك الكلام الذي نسرده لأنفسنا و نقسم ألّا نبوح به لأحد مهما تعبنا و أنهِكَت قوانا، كان يمرّر أصابعه الرّقيقة بين خصل شعري المتموّج، كأنّه يطلب منّي بعض المواساة و كثيرا من الحبّ ..
لم أستطع تحريك ساكن، راودتني كلّ تلك الأفكارالتي ترعبني كلّ ليلة .. لم أستطع الهرب .. و حينها أدركت أنّ كياني مكسور، أنّ الكآبة قد اِمتصّتني بالكامل، أنّ قبح جسدي و ضعف شخصيّتي هما من تعاونا على دفن المشاعر الآدميّة التي وُلِدت فيّ ..
-إبكِ.
-كم أريد البكاء، و لكنّي لا أستطيع ..
-أحبّك..
-فلنرقص.

عزيزي القارئ، لك حرّيّة تخيّل الشخصيّات و أجناسهم، كما لك حرّيّة تخيّل بقيّة النص إن لم تكتفي بالتفاهة التي كتبتها، و لكنني لست مسؤولة عن ما فهمت و عن أين سافرت بك مخيّلتك..
و على ذكر المخيّلة، للحديث بقيّة..





1 comment: