Thursday, June 30, 2016

عن الوحدة و الفراغ ..


                                                                              Pink Floyd - Echoes


عن الوحدة و الفراغ ...

أعجز في غالب الأحيان عن وصف ما أشعر به و ما نوع الخليط الشعوري الذي جعل مني ما أنا عليه اليوم و لكنني سأحاول و أحاول و أحاول حتى تيأس المحاولة مني ...

من أنا؟ هذا السؤال الفلسفي العميق و التافه في ذات الوقت ألقى بي في دهاليز لم أجد منها أي مخرج. لقد تهت فيك يا نفسي و لم أجد تفسيرا منطقيا أو شبه منطقي لوجودك، و أغلب الظن أن هذه المتاهة هي منبع الفراغ الذي يعذبني ويذبح أملي في النجاة وريدا تلوى الوريد. بداخلي فجوة سوداء تبتلع كل قطرة أمل أو رغبة في الحياة تجتاز باب روحي اللتي هيمن عليها لاشيئ .. و انه للاشيئ مفزع و مخيف إلى درجة أني لم أعد أجرؤ على مقاومته أو تعويضه بما قد يبعث فيّ حب الحياة الذي لم تتسن لي الفرصة للشعور به منذ نعومة أظافري.

أحاول إقناع نفسي أن في كلامي و معتقداتي من المبالغة الكثير ولكن من أنا حتى أقنع ذلك الصوت المدوّي بأن يغيّر المعتقد الذي يبثّه في نفسي الضعيفة التائهة؟ من أنا حتى أغضِبه؟ ماذا لو سلب مني ما تبقّى من ذاتي؟ ماذا لو منعني من الكتابة التي لطالما كانت متنفسي الوحيد؟ ماذا لو ... ما أضعفني أمام العدو و ما أشدّ ضعفي إن كنت لا أراه و لا أستطيع التنبؤ بما قد يفعله بي ... لقد إكتشفت و أنا أكتب هذا الهراء أنني إنسانة جبانة و ضعيفة أمام عدوّ كنت أنا أكبر أسباب ولادته ... هذا الفراغ القاتل، ذالك الحزن اللامفسّر، تلك الأوهام المرعبة التي أخشاها و أنا من كان السبب في ضهورها، تلك الرغبة القاتلة في الإختفاء و ذلك الجنون و الولع بشخص مجهول صنعته لي المخيّلة التي أشفقت عليّ من شدّة وحدتي و حياتي الفاقدة لأبسط المعاني .. تعبت من هذا الوضع المزر و المقزّز.

مقزّز هو ذلك الشعور بالوحدة و اللاإنتماء رغم وجود الجميع حولك، تلك الأصوات التي تعلو في داخلك لتقنعك بأنك لست إلّا أداة ترمى حال ما ينتهي "الأصدقاء" من إستعمالها، تلك الألوان التي تمحى مع هطول دموعك كأمطار العواصف كل ليلة عند عناقك الوسادة ... آه من تلك الوسادة ! هي تعرف عني الكثير و أقسم أني ما زلت متمسكة بديني فقط لكي أدعو ربي حتى تظلّ الوسادة جمادا لا ينطق بكلمة. أترى كل ما أعيشه نتيجة وحدتي؟ أم تراني أهذي منذ تسعة عشر عام وكل ما تحدث عنه هو محض كابوس يأتيه يوم و ينتهي مهما طال؟ 
تعبت هذه المدوّنة من التفكير في هذه المواضيع المعقدة، المؤلمة و الشائكة ! لم يعد بإمكان هذا الكان البشري الضعيف أن يتخلّى عن الأفكار الظلامية التي كانت أكبر أسباب ضياعه. و على ذكر الظلام، للحديث بقيّة ...