Friday, August 19, 2016

أنت و خيبات أملي.


                                                A Perfect Circle - Weak And Powerless

"أين نحن يا عزيزي؟ أين أنت؟ كم بعيد أنت عنّي؟"

تلك كانت الأسئلة التي أطرحها على المجهول اللذي يقتحم كوابيسي كلّ ليلة ليطرد الرّعب عن مخيّلتي.. تلك المخيّلة التي برعت في تعذيبي مذ بدأت أعي بما حولي..
هو لم يكن فارسا يمتطي حصانا و يرتدي درعا.. هو لم يشهر سيفا في وجه الوحوش التي تطاردني كلّ ما غفوت.. لا.
مجرّد ضهوره أمامي كان يزيح كلّ ذلك الحمل الثقيل عنّي، و رغم أنّي لا أعرف عنه شيء، إلّا أنني تعوّدت على وجوده.

- أاُطلعك على سرّ؟ لقد تعبت من الوحدة! تعبَت مخيّلتي من إختلاق الأصدقاء.. لم أعد أستطيع مواجهة هذا الفراغ المظلم الذي إجتاح جسدي و روحي .. تلك الرّوح التائهة التافهة التي لم يعد يسعها أيّ مكان على وجه هذه الأرض.
تعبت من الوحدة و لا أريد أصدقاء. لا أريد أيّ نوع من العلاقات و لا أطلب من أحد إيجاد حلّ... تعبت من الوحدة و كفى.

- أتعرفين من أنا؟ أنا الوحدة التي سكنتك و اِعتكفت كنائس روحك المنهكة. أنا من كان يتسلّى بجعلك ترين أفضع الكوابيس لآتي كالفارس الشهم و أتظاهر بإنقاذك. أنا من كان يحثّك على المكوث لساعات بل لأيّام في غرفتك.
أنت لم تتعبي منّي قطّ، لقد اِستسلمت لي و تعوّدت على وجودي.
إعترفي بأنّك لا تستطيعين التّخلّي عنّي مهما حاولت، بأنّ مصيرك مرتبط بي و بأنّ تواجدك وسط مجموعة بشريّة ليس هدفك في الحياة. إعترفي بأنّ وجودي يلهم مخيّلتك للكتابة و الرّقص .. تحتاجيني في كلّ خطوات حيا..

- نعم أحتاجك! أرجوك لا تتركني.

- ظننتك قد تعبت منّي.. أغيّرت رأيك؟

- لا. أريدك أن تلازمني حتّى أدفنك مع كلّ خيبات أملي حين أرحل.

- إلى أين؟

- إلى جوار الرّب إذا ما وجدته.




1 comment: