Wednesday, July 6, 2016

الآن سأعيش !



                                              Haggard - Awaking The Centuries

من الظلام و الى الظلام أعود و أنا الظلام و أصله.

لا أريد من الظلام ألما أو أي نوع من الأفكار التعيسة التي سكنتني لسنوات.. أقسم أنّي لا أريد سوى الصلح ! آمنت أخيرا بأنّ من حقّي إيجاد السلام لروحي التائهة بعد أن قسوت عليها و كدت أمحيها تماما من الوجود. أدركت أخيرا أنني لم أعطي يوما أيّ فرصة للطفلة المحبوسة داخلي لتطلق العنان لطاقتها النقيّة و الجبّارة. ألم يحن الوقت لإذابة الجليد الذي يغطّي قلبي منذ الأزل؟ ألم يأن الأوان لأنزع عنّي رداء الكآبة و التعاسة؟ أليس من حقي أن أبتسم في غياب الكاميرات و الغرباء الذين لا ابتسم لهم إلّا بدافع الأدب و الاحترام؟ أعتقد أن الوحيدة القادرة على الإجابة عن تساؤلاتي هي هذه الفتاة التي تعكس مرآتي صورتها كل ما نظرت فيها ..

أنا و نفسي سنعقد اتفاقا يقضي بنسيان ما خلّف فينا جروحا عميقة و أقسم أن لا شيء سيمنعني من الوفاء بما وعدتُني به.
أضعت تسع عشرة سنة من وقتي "الثمين" عذّبت فيها ذاتي بشتّى الطّرق، إلى حدّ أنّي لم أدرك أنّ ما فعلته لم و لن يخلّصني من هذا السجن العفن.. الآن سأعيش ! الآن سأغمض عيني و أقفز من سقف كآبتي إلى أرض الأمل و تجدُّدِ الفرص، سأعيد بناء هذه الحياة و هذه الفتاة التي لم يعد لكرهها أيّ معنى.. سأحبّ الجميع و "لن أغفر لأحد بعد اليوم" ! أسمعتني أيّها الخوف؟ نعم لن أغفر و لن أدع أحدا يخدش درعي الذي كدت أقضي على نفسي لصنعه.

لا أعرف كم من قارئ صدّق هذا الهراء و لا أريد أن أعرف و لكن كلّ ما كتبته الآن كذب و سخرية ! آسفة و لكن ... كيف لك أن تصدق هذه التّرّهات المليئة بالتناقضات و المغالطات؟ لا يمكن لأمثالي أن يتركوا ذلك السجن العفن أو أن يمتلؤوا بالآمال و الأحلام الورديّة بين عشيّة و ضحاها.. و على ذكر السّجن العفن، للحديث بقيّة ...

- أمل باشا

No comments:

Post a Comment